Abstract
إن عالمنا الذى نعيش فيه عالم نشط إشعاعياً منذ الأزل، حيث توجد الإشعاعات فى كل جزء من حياتنا، وقد تحدث بطريقة طبيعية فى الصخور والأتربة المكونة لكوكبنا وفى البحار والمحيطات ويمكن أن تصل إلينا من الإشعاعات القادمة من الفضاء المحيط بنا، وكذلك يمكن أن تتواجد فى الماء الذى نشربه أو مواد البناء المكونة لبيوتنا، وليس هناك من مكان على سطح الأرض يخلو تماماً من النشاط الإشعاعى الطبيعى، وأيضاً قد تحدث الإشعاعات أنتجها الإنسان مثل الأشعة السينية X-Rays، ومحطات توليد الكهرباء بالطاقة الذرية، وفى كاشفات الدخان والحرارة. وكما أن النظائر المُشعة متواجدة منذ الأزل فى البيئة (الهواء والماء والتراب)، فهى مُتواجدة أيضاً فى أجسامنا، بإعتبار أن أجسامنا ليست سوى نتاج لبيئتنا التي نعيش فيها. وعلى هذا فكل أشكال الحياة على الأرض تعتمد على الإشعاع، ولكن بعض أنواع الإشعاع قد تكون خطرة إذا لم يتم التعامل معها بحذر. فالأشعة السينية، على سبيل المثال، تساعد الأطباء على تحديد الأمراض الدفينة وتشخيصها، ولكنها قد تؤدي إلى تدمير الخلايا الحية، مما يؤدي بدوره إلى إصابتها بالسرطان أو موتها. ويمكِّن ضوء الشمس النباتات من النمو، وحرارته تدفئ الأرض، ولكنه يسبب أيضاً حرق الشمس وسرطان الجلد. وتستخدم أشعة جاما لعلاج الأمراض بقتل الخلايا السرطانية، ولكنها قد تسبب أيضاً تشوهات الولادة. وتنتج محطات القدرة النووية الطاقة الكهربائية، ولكنها تنتج أيضًا نفايات مشعة قد تؤدى إلى موت الكائنات الحية. وتقدِر الجهات العلمية فى الولايات المتحدة الأمريكية أن الشخص العادى يتلقى جرعات من الإشعاع مقدارها 360 مللى ريم فى السنة وتعتبر نسبة التعرض للإشعاعات الطبيعية 80% والـ 20% الأخرى من الإشعاعات الصناعية. ومنذ سبعينيات القرن العشرين أشارت عدة دراسات إلى أن التعرض المتكرر لجرعات صغيرة من الإشعاع المؤيِّن يمكن أن يسبب متاعب صحية خطيرة، ونتيجة لذلك يطالب الكثيرون بأن يحاط إنتاج واستخدام الإشعاع ذى الطاقة العالية بضوابط صارمة، ويجرى العلماء مزيدًا من الدراسات لتحديد تأثيرات المستويات المنخفضة من الإشعاع على الناس والبيئة نتيجة لبعض الأنشطة الصناعية مثل استخلاص المعادن واستخراج الغاز والبترول وتنقية المياه وعمليات لحام المعادن والتى ينتج عنها كميات كبيرة من المخلفات تحتوى على عناصر مشعة بعضها نشاطها الإشعاعى منخفض وبعضها نشاطها الإشعاعى مرتفع، وفى كلا الحالتين من الضرورى أن يتم حماية البيئة والصحة من هذه الإشعاعات. وهذه المخلفات تنتج بكميات كبيرة جداً ،أحياناً تستخدم كمواد أولية في صناعات أخرى مثل استخدام خبث الحديد في صناعة الأسمنت وبعضها يستخدم في صناعة طوب البناء وصناعة السيراميك، ويستخدم بعضها في رصف الطرق أو الردم حول أساسات المنشآت.
Disciplines
Architecture | Arts and Humanities | Education | Engineering
Recommended Citation
Al Sayed, Yasser
(2015)
"ضبط التأثير الإشعاعى لمواد البناء المستخدمة فى مصر,"
Architecture and Planning Journal (APJ): Vol. 23:
Iss.
1, Article 20.
DOI: https://doi.org/10.54729/2789-8547.1061
Included in
Architecture Commons, Arts and Humanities Commons, Education Commons, Engineering Commons